الجمعة، 25 يونيو 2010

لغة القرآن




في يوم من الأيام قال غراب لنفسه محدثا لها ماهذا الشكل القبيح الذي أنا عليه ؟لون




كئيب وصوت أقبح وجماعتى غير محببه إلى باقي الطيور فعلا




وما الذي يجعلهم يحبوننا؟ فليس لنا شكل جميل مثلهم ولاصوت رائع مغرد كصوتهم




ولكني لن أسكت على هذا الوضع وسأجد لي مخرجا منه لن أسكت أبدا




وجلس الغراب يفكر ويفكر وكلما جاءه أحد من زملائه ليجلس معه نهره وقال له لا أريد




أن يجلس معي أحد دعوني وشأني




وأستمر الحال على ذلك أيام وشهور إلى أن وجد الغراب ضالته ففي يوم من الأيام كان




يطير وسقط على كيس من الطحين وعندما هم بالطيران مرة أخرى فوجأ بأن نصف




جسده قد تغير لونه إلى الأبيض ففرح كثيرا وقال هذا هو الحل فلطخ باقي جسده بهذه




الماده التى أعتبرها عجيبه من العجائب ومنقذ له مماهو فيه من العذاب






وقرر أنه من اليوم لن يرجع إلى جماعته مرة أخرى فقد أصبح جميل الشكل فقال لنفسه




الأن أنضم إلى الحمام فقد أصبحت أشبههم كثيرا ماعلى إلا أن أحاول تقليد أصواتهم وفعلا




وجد الغراب جماعة من الحمام فنزل عندهم في البداية أعتقدوا أنه منهم ولكن بمجرد أن




تكلم أستنكروا صوته وسخرو منه ورفضو إنضمامهم له فرجع حزينا إلى أهله ولكنهم




أيضا لم يستقبلوه فقد أفزعهم شكله ولم يعرفوه فهربوا منه




قصة كنا نقرأها من قبل ونضحك عليها ونقول لماذا فكر




الغراب في ذلك ولما ذا لم يحب




شكله ؟




ولكن الآن أجد أن ما كنا نضحك عليه بالأمس أصبحنا نعيشه اليوم الا توافقونني أن






ماحدث مع الغراب يمثل حالنا مع لغتنا العربية فللأسف كثيرا من العرب في الأونة الأخيرة




بدأو ينسلخون من أصلهم العربي وكانه شيء منكر وبدأو في تغير المظهر الذي يدل على




عروبتهم والعنصر الأساسي لها وهو اللغة فأصبحنا نجد الكثير يتكلم اللغات الأجنبية عوضاعن العربية




وكثيرا ما أجد هذا الامر في هذه الأيام








وهذا يرجع إلى الأسرة في المقام الأول فلا مانع من أن تدخلوا أطفالكم إلى مدارس أجنبية




لتقوية لغتهم الأجنبية ولتعليم أفضل ولكن لابد من أن تحدثوا التوازن المطلوب لدى




الطفل فتعلمونه لغته الأم لغته الأساسية التى لابد أن يعرفها حق المعرفة فهي لغة القرآن




دستور حياتنا ومنهج شريعتنا ولكن أن تجعلونها لغة ثانوية
وتشجعوا أطفالكم أن لايتكلموا




إلا بالغة الأنجليزية وتثنون عليهم في ذلك بل تجارونهم أيضا ولا تتكلمون معهم إلا




بالإنجليزية خوفا من أن يفقد هذه اللغة التى تجدونها عظيمه فهذا هو الخطأ الجسيم فقد




رأيت بأم عيني أم يكلمها طفلها في السوق بالإنجليزية فترد عليه هي أيضا بالإنجليزية




وهذ الأمر يحدث كثيرا في كثير من مجتمعاتنا العربية أكرر العربية المنسلخة للأسف من




أصولها التي لابد أن نتتشرف بها لا أن نستنكرها ونخفيها بأيدينا فلا بد أن تعلموا




أطفالكم أن الكلام بالأنجليزية يكون داخل المدرسة وعندما نكلم أحد أجنبي فقط أما باقي




الأماكن فبلغته العربية بالله عليكم لاترتكبوا هذا الجرم في حق أبنائكم سامحوني ولكني




أجده جرم وجرم كبير أيضا لأن طفل كهذا عندما يكبر قليلا سيجد
صعوبه في قراءة كتاب الله




القرآن الكريم وبالتالي سيصعب عليه الأرتباط بهذا الدين ولا تقنعوني بغير ذلك لأن ديننا




أساسه كتاب الله فكيف إذا عجز عن فهمه ولم يعرف مافيه من إعجاز ولم يعرف ماله




وماعليه في دينه وماهي أوامر هذا الدين ونواهيه فحتى لو حاول الأهل تعليم هذه القواعد




للطفل فلا بد من دليل يأخذ منه أوامره ونواهيه ويلجأ إليه في كل وقت فكيف يحدث ذلك




وهو بعيد عن هذا الكتاب العظيم أم ستجعلون طفلكم العربي




يقرأ قرانه العربي بنسخة أجنبية ؟




بالله عليكم قولوا لي ماذا ستفعلون ؟أنا أقول لكم ماذا سيفعل هذا المسكين الذي فقد هويته




الأصليه فأصبح متخبط لا يعرف ماذا يفعل وهنا سيبدأ
بالإنضمام إلى مجموعة من الشباب




المستنكرين لعادات مجتمعهم المحافظ فيحاولون اللجوء إلى الغرب ظانين أنه هو الملاذ




والمنجى من التخلف الذي يواجهونه فمجتمعهم لايقبل طريقة لبسهم ولا كلامهم ولا




تصرفاتهم التى يرون أنها هي التحرر بأم عينه وأكيد الغرب سيحتضنهم ولكن يجدو




الغرب يستقبلهم ولكن كمهرجين ليضحك عليهم ويحركهم كالدمى للتسليه فقط




لاغيروعندما يقررون العوده إلى بلادهم ينكرهم المجتمع لأختلاف عاداتهم وتوجهاتهم
كما حدث مع الغراب تماما فما أشبه




حالنا به ولكن الخطورة هنا في الخطوة التالية وهي أن يتحد هؤلاء الشباب مع بعضهم




البعض فيبدأون بتشكيل مبادىء ومعتقدات خاصة بهم ليسلكونها
في حياتهم متمردين بها




على مجتمعهم فيخرج لنا مانراه من عبده الشيطان والمتطرفين والمحرفين للدين




يحملون ملامح عربية ولكن التصرفات والأفكار منحرفه وغريبه فلماذا نوصل أبنائنا إلى




هذا المستوى من الأنحلال الفكري والأخلاقي ؟ولماذا لا نجعلهم فخورين بعروبتهم




؟ولماذا هذه النظرة الدونيه لأعظم لغات العالم ؟ لغة نالت شرف حملها لكتاب الله تعالى




الذي أمرنا أن نعتصم به ؟ والمضحك بعد هذا كله أننا نصرخ ونقول أين الوحدة العربية




وأين وحدة الشعوب ؟ عن أي شعوب تتكلمون ؟ وعن أي وحدة تبحثون ؟ وحدة




فككتوموها بأيديكم ؟ وتقولون لماذا يضحك علينا الغرب ويتجرأ على ديننا ؟ ويتطاول




على قدوتنا وحبيبنا المصطفى خير من مشى على هذه الأرض صلوات الله وسلامه عليه ؟




كيف لا ونحن أول من أنسلخ من ديننا ولغتنا العظيمة ونريد العزة ونقول لماذا هذا الذل




والهوان ؟أقول لكم أن هذا الذل والهوان نحن المسوؤلون عنه بتركنا للغتنا وإبتعادنا عن




ديننا ونطالب من هم ليسو بمسلمين بأن يحترموننا فأبسط رد يمكن أن يقوله لنا الغرب




وقد قالوه فعلا أبدأو بأنفسكم أولا وأحترموا دينكم ولغتكم ورموز عزتكم تصبحوا أعزاء




بالله عليكم كيف تطالبوننا بإحترامكم وأنتم لا تحترمون أنفسكم ولا تعزون لغتكم ؟

لا تنه عن خلق وتأتي بمثله
***
عار عليك إذا فعلت عظيم



بقلم كوكتيل